قصص النجاح

سائد خوالدة

أنا سائد خوالدة أحد الشباب المتطوعين والناشطين في راديو النجاح ومركز حكاية لتنمية المجتمع المدني منذ تأسيسه عام 2013، خريج هندسة حاسوب من كلية الهندسة في جامعة البلقاء التطبيقية، بدأت مسيرتي في العمل التطوعي والشبابي مع دخولي الجامعة وأسست عدد من المبادرات الشبابية من أهمها كان مبادرة Beyond Borders والتي كانت تنظم أنشطة مختلفة لكل من الشباب الأردني والطلاب الأجانب في الاردن للتبادل اللغوي والثقافي، بالإضافة الى ذلك كنت متطوعاً مع العديد من المؤسسات والهيئات الشبابية الأردنية.

في مطلع حزيران 2013 تم اختياري مع ١١ شباب وشابة أردنيين من قِبل السفارة الأمريكية في الأردن للمشاركة في زمالة إحترافية عن ريادة الأعمال في جامعة إنديانا في الولايات المتحدة الامريكية. خلال تلك الدورة تعلمنا الكثير عن إقتصاد ريادة الأعمال، وإلتقينا برواد أعمال من مختلف بلدان العالم، وفي نهاية البرنامج قمنا بتقديم مشروع لتطوير قطاع الأعمال الأردني ودخلنا في المنافسة وحصلنا على المركز الرابع من بين ٣٠ فريق من مختلف بلدان العالم.

1
خلال الزمالة في جامعة إنديانا – الولايات المتحدة الأمريكية

بعد عودتي من أمريكا الى الأردن بدأت بالعمل والتطوع في مركز حكاية وساهمت في تطوير وتأسيس العديد من أنشطة المركز وتمثيله في المؤتمرات والمحافل الدولية، ففي شهر شباط 2014 شاركت ممثلا عن مركز حكاية ومبادرة Beyond Borders في ملتقى مؤسسة انا ليند تحت عنوان “شباب من أجل الحوار” حيث التقينا بإعلاميين ونشطاء شباب تجمعوا من ما يزيد عن ٣٠ دولة عربية وأوروبية وبحثنا سبل التعاون بين المؤسسات المختلفة ومشاركة خبراتنا وتجاربنا في بلداننا للرقي بمؤسساتنا ورفع كفاءتها.

whatsapp-image-2016-12-29-at-2-04-52-pm
إحدى ورشات العمل في الأردن

تم اختياري من قبل منظمة اليونسكو (UNESCO) في شهر آب 2014 ممثلا عن راديو النجاح للمشاركة في المنتدى العالمي للإعلام والتكنولوجيا والذي أقيم في جزيرة بالي الإندونيسية حيث إلتقينا هناك بعطوفة الأمين العام للأمم المتحدة جنبا الى جنب مع ممثلين لهيئات إعلامية دولية ومحلية من 30 دولة حول العالم، من الجدير بالذكر أيضا أننا كنا المؤسسة العربية الوحيدة المشاركة في هذا المنتدى العالمي.

كما تم إختياري من قبل المركز العالمي للصحافيين للمشاركة في زمالة ممثلا عن راديو النجاح حيث انني كنت مساعد المدير لشؤون التطوير في الراديو آن ذاك. خلال هذه الزمالة استطعت أن أعرض إنجازات الراديو لكبرى الجامعات والمؤسسات الصحافية في أمريكيا، حيث أنني قمت بعمل عرض في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا وفي جامعة هارفارد وفي المركز العالمي للصحافيين (international center for Journalists). خلال هذه الزمالة عملت بالتعاون مع مؤسسات إعلامية أمريكية على وضع خطة عمل لراديو النجاح سعياً لتطويره وضمان استمراره عن طريق إيجاد مصادر دخل ثابتة للراديو.

whatsapp-image-2016-12-29-at-2-00-06-pm
خلال المشاركو مع المركز العالمي للصحافيين ICFJ

في شهر آب 2015 تم اختياري و ١٠ آخرين من بين ٢٠٠٠ طالب عربي تقدمو بطلبات للمشاركة في زمالة تدريب في أمريكا، كل المقبولين ذهبوا الى جامعات أمريكية حتى يقوم بالزمالة، أما أنا فقد تم إختياري من قبل معهد ماساشوستس للتكنولوجيا MIT وجامعة هارفاد لأن أقوم بالزمالة هناك بعدما إطلعوا على سيرتي الذاتية ومجال إختصاصي، عملت في MIT على تطوير تكنولوجيا تمكن المصابين بالإعاقة من الطباعة على الكمبيوتر فقط بالتفكير بالحروف والكلمات وبدون استخدام أي كيبورد (استخدام إشارات الدماغ EEG للتحكم بالحاسوب وطباعة أحرف وكلمات)، بالإضافة الي عملي على هذا المشروع كنت أتلقئ دورة تدريبية في مركز بيركمان البحثي للانترنت والمجتمع في جامعة هارفارد.

 

مع مطلع عام 2015 بدأت أعمل في جامعة بلكنت في انقرة، تركيا كمساعد هيئة تدريس في قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية وايضاً كمساعد باحث في المركز الوطني التركي للتصوير المغناطيسي في مجال التصوير المغناطيسي الدماغي.

في الفترة الواقعة بين أيلول 2015 وحزيران 2016، كنت أعمل في جامعة إسطنبول في تركيا كمساعد هيئة تدريس في قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية و أيضا كنت أعمل كباحث في موضوع تصميم الأجهزة الطبية حيث قمت بتصميم جهاز طبي بالمايكرو سم يمكننا من زراعة الخلايا السرطانية هناك ومن ثم تعريضها للأدوية المختلفة حتى نرى كيف تتأثر بها وكيف تقاومها عن طريق قياس كمية الأدوية التي تبقيها داخلها وكمية الأدوية التي تتخلص منها الأمر الذي يشير الى مدى مقاومة الخلايا السرطانية لنوع معين من الأدوية فبالتالي يجب تغييره للمريض حتى يكون فعال أكثر.

45
خلال الزمالة

الموضوع الاخر الذي كنت اعمل فيه هو تصميم وتصنيع أجهزة الكترونية بالمايكرو والنانو سم (تكنولوجيا النانو Nanotechnology) والتي يوجد لها الكثير من التطبيقات الحالية مثل النانو روبوت التي تستطيع الذهاب في جسم الانسان الى الخلايا السرطانية فقط وتدمرها وتترك الخلايا السليمة بدون ان تحدث أي ضرر فيها.

وفي الفترة الواقعة بين شهري حزيران وأيلول 2016 قُبلت في زمالة وتدريب بحثي من مركز ماكس بلانك الألماني لأبحاث الدماغ، هناك عملت كباحث واستخدمت جهاز التصوير المغناطيسي MRI (واحد من أفضل وأحدث الأجهزة في العالم للتصوير المغناطيسي الطبي، موجود منه فقط ٤ أجهزة حول العالم وثمنه ٧ مليون يورو) ومجسات دماغ حتى أستطيع الحصول على إشارات الدماغ الكهربائية مع الصور الدماغية في نفس الوقت الشيء الذي ساعدنا بفهم العلاقة بين إشارات الدماغ الكهربائية وتغير تدفق الدم بالدماغ عند قيام الأشخاص بعمل بعض الوظائف (تحريك اليد، إغماض العينين وفتحهما، التفكير في شئ معين) هذا البحث يساعدنا في فهم الدماغ أكثر. من تطبيقاته من الممكن أن نستخدم هذا الفهم في ما يعرف بالكتابة في الدماغ (مثلا بدلا من أخذ دروس لتعلم قيادة السيارة نستبدلها بإرسال إشارات كهربائية أو مغناطيسية معينة لأماكن معينة في الدماغ الأمر الذي يمكننا من تعليم الأشخاص لمهارات معينة فقط عن طريق إرسال إشارات كهربائية أو مغناطيسية الى أدمغتهم فالبتالي يمكن ان تختفي الحاجة الى الدراسة أو التعلم، فقط نحتاج أن نكتب في الدماغ ما نريد باستخدام الكتابة بالإشارات الكهربائية والمغناطيسية). مشروع اخر عملت فيه هناك كان عبارة عن زراعة خلايا دماغية (حجمها بالمايكرو سم) ودراستها باستخدام التصوير المغناطيسي MRI والمجسات الكهربائية، فكنت أتعرف على كمية الطاقة الكهربائي التي تنتجها كل خلية عصبية عند تحفيزها بفوتونات ضوئية، هذا يساعد على فهم كيف تتفاعل خلايا دماغنا مع بعضها البعض وكيف تترجم السيالات العصبية الى إشارات كهربائية نستطيع دراستها.

حصلت مؤخرا على منحة كاملة لدراسة الماجستير في هندسة التكنولوجيا الطبية، وحاليا أعمل بمركز أبحاث فرنسي مختص بدراسة الدماغ البشري، مشروعي الدقيق حالياً تطوير تكنولوجيا طبية لتشخيص سرطان الدماغ بشكل أتوماتيكي كامل بدون الإستعانة بعامل بشري.

أطمح للعودة الى بلدي الأردن بعد إنهاء دراستي لأشارك في نهضة البلد وتطورها في مجال هندسة التكنولوجيا الطبية.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى